كيف كان الناس يتزوجون في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

 كيف كان الناس يتزوجون في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

مقدمة

في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كان الزواج طريقًا للعفة والسكينة، يتم ببساطة ويسر، بعيدًا عن المغالاة والتكاليف الثقيلة. أما اليوم، فقد تحول الزواج لدى كثير من الناس إلى معاناة مالية ومعنوية، مليئة بالشروط والمظاهر.

فكيف كان يتم الزواج في عهد النبوة؟ وما الفرق بينه وبين واقعنا المعقّد؟ هذا ما سنكتشفه معًا في هذا المقال، بأمثلة حقيقية من السيرة النبوية، ومقارنة عملية مع واقعنا المؤلم.


أولًا: الزواج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

1. بساطة في المهر

  • زوّج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة لعلي رضي الله عنه بدرعٍ حديدي.
  • وزوّج أحد الصحابة امرأة بما معه من القرآن فقط، أي مهره كان تعليمها ما يحفظه.

لا ذهب، ولا شقة، ولا شبكة باهظة، ولا حفلات فاخرة. فقط نية صادقة، ومهر مقبول شرعًا.

2. سرعة في الإجراءات

  • الخِطبة لا تأخذ شهورًا.
  • العرس يتم بكلمة عقد وشاهدين.
  • لا تعقيدات، ولا قوائم، ولا شروط مرهقة.

3. تشجيع الزواج

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج"
[رواه البخاري ومسلم].

كان يُحث الشباب على الزواج ولا يُؤجل بحجة الدراسة أو المال.


ثانيًا: الزواج اليوم… واقع مؤلم

1. مغالاة في المهور والتكاليف

  • آلاف الجنيهات كمهر.
  • شبكة ذهبية باهظة.
  • فرح كبير بتكاليف ضخمة.
  • تجهيزات منزلية مرهقة.

والمحصلة؟ كثير من الشباب يعزف عن الزواج، والفتيات يتأخرن في الزواج، ويكثر الحرام بسبب صعوبة الحلال.

2. تعقيدات اجتماعية وثقافية

  • الفتاة الجميلة يُطلب لها "مهر أعلى".
  • أصحاب المال يُفضلون على أصحاب الدين.
  • تدخلات الأهل تعقّد الأمور.

3. علاقات محرمة قبل الزواج

  • كثير من العلاقات تبدأ بالحب والكلام واللقاءات، وتتحول إلى تعلّق نفسي أو انحرافات.
  • بينما في عهد النبوة، كان اللقاء بين الرجل والمرأة لا يتم إلا بعد العقد الشرعي.

ثالثًا: كيف نرجع إلى هدي النبي؟

  1. العودة لمبدأ الدين والخلق معيارًا للقبول، لا المال أو الشكل فقط.
  2. تبسيط المهور والتكاليف وجعل المهر رمزيًا.
  3. تشجيع الشباب على الزواج المبكر، وفتح الأبواب لهم بدل إغلاقها.
  4. إحياء ثقافة الزواج العفيف، ومحاربة العلاقات المحرمة.
  5. الاعتماد على السنة النبوية في فهم الزواج وتطبيقه.

خاتمة:

ليس الفقر من يُعطّل الزواج، بل التقاليد الجاهلية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة"
[رواه أحمد].

فالزواج الناجح ليس بالأثاث الفاخر ولا المهر المرتفع، بل بحسن الخلق والنية الطيبة.


مصادر موثوقة:



تعليقات

قال تعالى:"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً" [الروم: 54]